منتديات عيال المملكه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات عيال المملكه

منتديات عـيـال المملكه يرحب بكم منتدى الابداع وخاص لعيال المملكه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولقصة و عبرة  Awt46860mh6قصة و عبرة  Awt_468_60

 

للطلب راجع الاداره

صور


 

 قصة و عبرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
مؤسس الموقع
مؤسس الموقع
Admin


عدد المساهمات : 315
نقاط : 2742
تاريخ التسجيل : 13/01/2011

قصة و عبرة  Empty
مُساهمةموضوع: قصة و عبرة    قصة و عبرة  Icon_minitimeالجمعة يناير 14, 2011 3:34 am

هذه القصة ألفها أحد أصدقائى

أنه القدر!!
أنه القضاء و القدر من يجمع و يفرق من يعلى الشأن و من يخسف به الأرض تعالوا بنا لنرى ماذا حدث فى زمن ليس ببعيد من أيامنا الحالية.
تحكى قصتنا عن شاب حاله كحال أى شاب فى عمره و لكنه دون أن يدرى أقحم نفسه فى متاهة القضاء و القدر التى و حتى الآن لا يدرى ما هى ملامحها.
تبدأ قصتنا عندما كان هذا الشاب فى المرحلة الثانوية التى بدأها بنجاح ساحق فى المرحلة الأولى , نجاح كافى أن يجعله يدرك الكلية التى كان يحلم بها , و لكنه فى المرحلة الثانية ارتكب خطئاً فادحاً , ألا و هو التأجيل .. فقد أخذ يأجل مذاكرة دروسه حتى الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة الدراسية , و لكن وقع مالم يكن فى الحسبان فقد فاجئه مرض شديد قبل الامتحانات بشهر و نصف استغرق هذا المرض مدة الشهر و نصف كاملة و مرت الأزمة بسلام و لكنه لم يحصل على المجموع الكافى لإدراك الكلية المرادة , و جاء جواب التنسيق بكلية لم تكن تخطر على باله , رضى بقضاء الله و قدره بالرغم من أنه كان حزين جداً فقد شعر بأن مستقبله الذى كان يرسمه فى مخيلته كل يوم قبل النوم لم تعد ملامحه واضحة , و بدأت السنة الدراسية الأولى له فى كليته بشعور غريب تختلط فيه الحيرة بالأمل و الإرادة بالقلق و لكنه ما لبث إلا و قد تأقلم مع الكلية الجديدة و بالرغم من أنها من كليات القمة و من أصعب الكليات دراسة ً إلا أنه اجتاز المرحلة الأولى بنجاح مذهل غير متوقع حاصلا على تقدير جيد جدا متصدرا أقرانه فى قائمة أوائل الدفعة , استطاع بإصراره أن يحقق ما يتمناه فى هذه المرحلة و قد فرح كثيرا حيث شعر بأن القضاء و القدر عاد ليبتسم له مجدداً بعد فترة من المحن , و لكن يا تُرى هل استمر هذا الوضع طويلا ؟!!
بدأت السنة الدراسية الثانية بمزيداً من التفاؤل و الحماس و لم يكن يشعر بأن القدر سيغير مسار حياته جزئيا إن لم يكن كلياً فى تلك الفترة , و فى أثناء هذه السنة بدء يهتم بحضور الندوات و المؤتمرات التى تقام فى الجامعة , و بالصدفة قابل فى إحداها شخصاً نصحه بأن يتقدم للحصول على تدريب فى السنين القادمة أثناء فترة دراسته فى الكلية و أن هذا سوف يفيده كثيراً بعد التخرج , أُعجب بكلام هذا الشخص و قرر أن ينفذ ما سمع . بالفعل مرت سنته الدراسية الثانية و مع أن تقديره قل قليلا عن السنة الأولى و لكنه مازال محتفظا بتفوقه الدراسى.
و أخيراً أتت سنته الدراسية الثالثة تلك التى غيرت نظرته إلى العالم عامة و إلى نفسه خاصة , فقد قام بالتقدم إلى إحدى المنح التدريبية التى تقام فى كليته كما نصحه الشخص المذكور سابقاً و قد أعد نفسه جيدا للمقابلة الشخصية آخذاً بكل أسباب النجاح داعيا الله أن يتم قبوله .. يا للمسكين لم يكن يعرف بعد أنه سوف يتمنى لو أن الأرض انشقت و بلعته قبل أن يذهب لتلك المقابلة.
عموماً شخص بمثل إصراره لم يكن ليخفق فى المقابلة الشخصية , و بدء التدريب بفرح بالغ منه حيث عاهد نفسه أن يكرث جهوده فى هذا الترم لرفع تقديره و تأهيل نفسه لسوق العمل , و فى أثناء التدريب قابل فتاة , فى الواقع لم يكن يحبذ أن يتكلم معها فى بادىء الأمر .. فلم يكن مهتما بأن يصاحب أى فتاة , و لكنه القدر كما ذكرت من قبل يجمع و يفرق , فقد كان يقابلها كل يوم تقريبا و كانوا يتبادلون الحديث كأى صديقين فى العمل , تطورت الأمور إلى أن أصبحت صداقة حقيقية خاصة ً و أنها كانت معه فى الكلية إلا أنها كانت فى السنة الرابعة , فجأة بدأت تطرق باب قلبه مشاعر غريبة عليه لأول مرة يحس بها فى حياته , أصبح يشعر بشىء من الانجذاب نحوها , فأصبحت لا تغيب عنه فترة حتى و لو كانت قصيرة جداً إلا و يراها فى مخيلته كلما أغلق عينيه منتظراً اللحظة التى يراها فيها مرة أخرى , حينما يراها تبتسم تمتلىء الدنيا فى عينيه بالأفراح و حينما تحزن لا يرى فى الدنيا إلا التعاسة , عندما ينظر فى عينيها يرى نور الأمل يتلألأ , ذاك النور الذى افتقده طوال حياته , يرى السعادة و الحنان , يرى الأحلام طائرة ً فى سماءاً بلا دخان , يرى بحرا شاسعاً لا يدرى له بداية أو نهاية .. نعم أنه الحب , بالرغم من أنه كان يعرف أن الأمر بمثابة غرق له إذا خطى خطوة ً واحدة ً من الشاطىء و لكنه آثر أن يغرق فى هذا البحر المظلم بدلاً من الوقوف على الشاطىء منتظراً أن تهدأ أمواجه.
بدأ يلمح لها عن حبه واصفاً لها مشاعره قدر ما يستطيع بالرغم من أن حبه لها لا توصفه أقلام الأرض جميعها و لو سطرت قصائد حبه على اليابسة و البحار.
جاء الرد فورياً منها فلم تكن تعتقد أنه حتى يستحق عناء التفكير , و لم تفكر فى الأمر لحظة واحدة , لمحت له هى أيضاً أن الأمر لا يمكن أن يتم و أنه لا علاقة للحب بهذا و أن الحب وحده لا يكفى و على المرء أن يفكر بعقله لا بقلبه.
تعجب أشد العجب من هذا الرد سائلاً نفسه لماذا تم رفضه بتلك الطريقة؟! و دارت بخلده أفكاراً كثيرة ً و أسئلة ً لا حصر لها لا يستطيع الإجابة عنها , شعر لأول مرة فى حياته بمعنى الألم الحقيقى يهز أركان صدره يملأ كيانه يعكر صفو بهجته.
قرر أن ينسى الأمر برمته و كأنه لم يكن و أن يركز فى دراسته بعدما ضاع منه الكثير من الوقت على مدار الترم , بدأ يبتعد عنها تدريجياً و لكنه لم يستطع فقد كان لا يستطيع أن يمر عليه يوم دون أن يراها و إلا بات مهموما , عاد مرة أخرى يتكلم معها يومياً كما كان و استئنف الحب من جديد التغلغل فى أعماق قلبه أكثر و أكثر من ذى قبل , و لكن من رأفة ربه به يتدخل القدر مرة أخرى كما تدخل من قبل مرات عديدة و يقابل صديق لها (كما يظن) صدفة ً يجلسان معاً بمفردهما فى الحرم الجامعى يتبادلان الحديث سوية و فى أثناء هذا الحديث يكتشف مالم يكن بالحسبان , فهذا الشاب و تلك الفتاة مرتبطان , سبحان الله .. لم يكونا مرتبطين من فترة طويلة فقد تحدث معها هذا الشاب فى أمر الارتباط قبل أن يلمح لها بطل قصتنا عن حبه بمدة لا تزيد عن الأسبوع !!!
يا للقدر العجيب فقد عرف بطل قصتنا تلك الفتاة طوال فترة أربعة أشهر و لم تواتيه الجرأة أن يلمح لها عن حبه إلا فى هذا الوقت تحديداً و لو أنه قد فعل ذلك قبل الشاب الآخر لربما اختلف الأمر.
خرج بطل قصتنا من هذه التجربة العجيبة إن جاز التعبير بمفاهيم غيرت نظرته للعالم فقد كان يحس بألم شديد يعتصر قلبه سائلا نفسه ماذا لو؟ و ماذا لو؟
مكتشفا بعض حقائق القضاء و القدر المخفية عن عيون معظمنا و عاد و تذكر أيام الثانوية العامة و رجع يسأل نفسه ماذا لو كان قد اجتهد من بداية العام الدراسى حينها كان سيدخل كلية أخرى و لم يكن ليقابل تلك الفتاة .. مرة أخرى عاد ليسأل نفسه ماذا لو لم يكن قد قابل ذاك الشخص فى تلك الندوة ؟ ماذا لو لم يكن قد قُبل فى المقابلة الشخصية؟
ثم أخذ يجاوب نفسه .. و لكن حين وصل للسؤال الأخير تعجب من نفسه , اكتشف حينها حقيقة جهل الإنسان بالقضاء و القدر .. لأنه كان سيحزن إن لم يكن قد اجتاز المقابلة الشخصية و لم يُقبل فى هذه المنحة بالرغم من أنه كان سيحيد عن الألم الرهيب الذى يتعرض له الآن , و وسط هذه الدوامة الغير متناهية من الأفكار و التسأولات ظهر سؤال جلى أوقف تلك الدوامة .. لماذا أنت حزين الآن و قد بت تعرف بعض الشىء عن حقيقة القضاء و القدر؟ هل بسبب الألم ؟ هل بسبب تلك التجربة المأساوية التى عشتها ؟ و ما يدريك أن هذا شر؟ فقد تكون مخطىء فى تقدير الأمور كما اخطأت من قبل و طالما أنه من صنع القدر فأنت لا تعلم إن كان خيراً أم شراً , بل انظر إلى حالك الآن انظر كيف تنورت و أصبحت ترى الدنيا بمنظار آخر , انظر كم استفدت من هذه التجربة علماً بأن هذا كل ما يتبين لك حتى الآن فأنت ما زلت لا تعلم ماذا سيحدث غدا , و إن كان هذا الألم الذى تشعر به ما يجعلك حزين فأعلم أنه إن لم تشعر بالألم فلن تعرف معنى السعادة.
عندما أنهى هذا الحوار فى ذهنه شعر بشىء من الطمأنينة و السلام الداخلى , و توصل إلى نتيجة غالية عاهد نفسه أن يتذكرها طوال حياته .. المعنى الحقيقى للحياة .. الحياة التى نحياها كل يوم , أحداثها تشبه المسرحية و نحن الحضور , تُعرض علينا هذه الأحداث و نراها بأعيننا المجردة غير مدركين لما يحدث خلف الكواليس , تبكينا أحياناً و تضحكنا أحياناً , تؤثر فينا تارة و تجمد مشاعرنا تارة أخرى , تلهينا عن تذكر أهم أمر نعيش من أجله .. ألا و هو يوم أن نلقى الله عز و جل.
فيا كل من ابتسم له القضاء و القدر فترة من الزمان لا تكن من الفرحين و يا كل من كشر له القضاء و القدر عن أنيابه لا تحزن إنما قل الحمد لله من صميم قلبك فأنت لا تدرى و أنا لا أدرى و لا أى شخص فى العالم يدرى ما هو المخطط الحقيقى للقضاء و القدر.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3ilksa3.yoo7.com
 
قصة و عبرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عيال المملكه :: المنتديات الأدبية :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: