دمعه حارقه ومشهد مؤلم

مؤلم , دمعه , حارقه , وأشهى


دمعه حارقه ومشهد مؤلم


ذات يوم كنت عائدآ الى منزلي وفي منتصف الطريق واذا بالاشاره تستوقفني لمده تفوق الدقيقتين اثناء السير فتوقفت حتى ان تسمح لي بالعبور وفي اللحظات التي كنت امكثها انتظار الاشاره
,،
لتفتح واتحرك اذا بطفل يبلغ من العمر قرابة التاسعه يقبع عليا زجاج السياره فبادرت بفتح الزجاج وقلت له ماذ تريد يابني فقال هل انت بحاجة احد فائن التي بصحبتي وبسعر رخيص فقلت والعبره تكا تخنقني
,،
والدمعه تسابق لساني كنت قبل اراك لست بحاجتها ولكن الان بعد لقاك اصبحت احتاجها فاطلع بجانبي يابني قبل تفتح الاشاره ونسبب الزحمه في الطريق وسأتحدث اليك فركب بصحبتي الطفل
,،
وقلبي يتقطع فقال ياعم لماذا دموعك نازله على خديك فقلت لا عليك ياصغير انها تذرف بسبب الرشح الذي اصابني بسبب بردوة المكيف فحدثني ماهو السبب الذي جعلك تبيع علب الفائن
,،
هل تريد ان تصبح تاجر ام ماذا تفكر به فقال لي ودمعته التي لم تفارق عيني الى الان رؤيتها كلما تذكرت المشهد انما انا اشتغل لعلي اساعد امي فقلت فأين ابيك وانت لم تزال صغيرآ
,،
فقال لي لقد توفي والدي رحمه الله وانا بسن الثالثة من عمري فقلت هل توفي بمرض فقال لا لقد سألت امي وحدثتني عن السبب وقالت لي فقلت هلك بأن تحدثني بالقصه اذا ليس هناك حرج
,،
قال نعم لقد كان ابي فلاح في احد مزارع الجيران في القرى المجاوره لنا وكان في هذه المنطقه التي يشتغل فيها والدي ثأر بين اهلها وبين احد القبائل الاخرى وركب في ذات يوم مع احد اهل القريه المطالبين بالثأر واستقطعهم الطرف الاخر وبادروا باطلاق النار مباشره وقتل والدي في هذه الحادثه وحيدآ
,،
فقلت هذه هي الاقدار يابني فقال لي وهو في حاله مؤلمه نعم انها الاقدار وان الموت لن يترك احد ولن اجحد في امر الله عز وجل فالله ماشاء ولكن ماذنب ابي لس قاتل وليس قاطع طريق
,،
وانما يعمل بيده ليأمن لنا لقمة العيش الحلال من عرق جبينه ليطعمنا ويجهد نفسه من اجل يسعدنا ولا يتسول فبالله عليك ياعم اليست جرميه ماتعرض له والدي لأجل قضية هذا الثأر الذي يتم الاسر وزاد من عدد الارامل واليتامى
,،
عمني الصمت قليلآ فقال مابك هل ازعجتك بكلامي قلت له والعبره تخنقني لاشي يابني قال يبدوأ لي انني اثرت عليك بقصتي فقلت نعم فقال فلا تلومني لقد اصبت كسير الاجنحه
,،
انظر الى ابناء الجيران في الاعياد بصحبة ابائهم وانا يفرحون ويلعبون ويلبسون من كل غالي وجديد وانا وحيد وهم عائشون في ظل ابنائهم وانا واختي لانجيد سواء الالم لوليس امي وماتقوم به من عمل فقلت وماذا تعمل امك فقال انها تخيط ملابس اهل القريه بارخص الاثمان
,،
فقلت كفاك يابني فوربي لقد قطعت قلبي فاعطني جميع علب الفائن فقدمها لي فقلت وبكم تريد ان اشتريها منك فقال الذي تريده المهم اعود الى امي ببعض من المال لمساعدتها فاعطيته ما الله بهي عليم واعدت اليه علب الفائن اطفال ضحايا الرصاص القاتله التي يطلقها عليهم الغير بالغلط او بالعمد لاجل
’،
عادة تخلف وجهل لازلنا نحييها بالارواح ونرويهابدماء الابرياء وكأنها ذكري سنويه حتى كسرنا ابتسامات اطفالنا واحرمنا صغارنا افارحهم وطفولتهم وجمال حياتهم واصبحنا في طريق مظلم نتطلب المزيد الاستمرار فيه ولكن سبب كل هذا اننا لا نتلمس احوال ضحايا هذه العاده القاتله والمجتمعات التي تعيش التعاسه وسرنا لا نرى احوال الغير ومصيرهم