الإسكندرية – وكالات
موقع العربية للاخبار
دعا الرئيس المصري حسني مبارك المسيحيين والمسلمين في مصر إلى الوقوف "صفاً واحداً" في مواجهة "قوى الإرهاب" بعد الاعتداء الذي أدى الى سقوط 21 قتيلاً و79 جريحاً، ليلة رأس السنة الميلادية 1-1-2011 أمام كنيسة في الإسكندرية شمال مصر.
وقال الرئيس مبارك: "أتابع العمل الإرهابي الآثم منذ وقوعه وعلى مدار ساعات الليل حتى فجر اليوم".
وأضاف "نهيب بأبناء مصر أقباطاً ومسلمين أن يقفوا صفاً واحداً في مواجهة قوى الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه".
وأمر الرئيس المصري بتسريع التحقيق لكشف من يقف وراء الهجوم.
وقال مسؤولون في وزارة الصحة المصرية إن حادث الاعتداء بسيارة مفخخة الذي وقع ليل الجمعة أمام كنيسة في مدينة الإسكندرية الساحلية المصرية أسفر عن سقوط 21 قتيلاً و79 جريحاً.
وقال مصدر إن جثث القتلى نقلت الى مشرحة بينما نقل الجرحى الى مستشفيين للعلاج، لكن شاهد عيان قال إن جثثاً وأشلاء نقلت من مكان الانفجار الى داخل كنيسة القديسين في حي سيدي بشر بعد اشتباكات بين الشرطة ومسيحيين.
وقال بيان لوزارة الداخلية إن الانفجار ألحق أضراراً بالمسجد المواجه وإن ثمانية مسلمين من بين الجرحى.
سيارة مفخخة
وقال المصدر الأمني إن الانفجار نجم عن سيارة مفخخة، فيما روى الشاهد إن سيارات إسعاف وقوات أمن ضخمة هرعت الى المكان بعد الانفجار.
وأضاف أن عدداً كبيراً من المسيحيين كانوا يغادرون كنيسة القديسين مار مرقص والانبا بطرس في منطقة سيدي بشر وقت وقوع الانفجار بعد احتفال داخلها برأس السنة الميلادية.
وتابع أن مئات المسيحيين تجمعوا أمام الكنيسة بعد الانفجار وأن بعضهم رشقوا مسجداً مواجهاً لها بالحجارة ما أدى لتهشم زجاج واجهته.
وقال إن قوات مكافحة الشغب أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المسيحيين المتجمعين أمام الكنيسة ما أدى لابتعادهم عن المكان لكنهم سرعان ما تجمعوا من جديد.
وأضاف أن الشرطة قطعت التيار الكهربائي عن المسجد لمنع شبان مسلمين من استخدام مكبر الصوت الخاص به في ترديد شعارات إسلامية.
زجاجات حارقة
وقال الشهود إن المسيحيين الذين تجمعوا أمام الكنيسة رددوا هتافات منها "بالروح بالدم نفديك يا صليب".
وقال شاهد عيان إن اشتباكات اندلعت بين الشرطة ومسيحيين أمام الكنيسة التي وقع أمامها الانفجار، مضيفاً أن الشبان المسيحيين رشقوا قوات الشرطة بعد وقوع الانفجار بساعات بزجاجات حارقة في حين أطلقت عليهم قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأضاف أن المسيحيين منعوا مدير أمن محافظة الاسكندرية اللواء محمد ابراهيم من دخول الكنيسة في وقت سابق.
وتابع أن قوات الشرطة سيطرت على المكان الذي كان يقف فيه المسيحيون أمام الكنيسة لكن شباناً واصلوا إلقاء زجاجات فارغة وحجارة من أعلى الكنيسة على قوات الشرطة.
وقال الشاهد إن المسيحيين نقلوا جثث وأشلاء قتلى الى داخل الكنيسة خلال الاشتباكات.
توتر محسوس
وكان شبان مسيحيون غاضبون حطموا عشرات السيارات بعد انفجار السيارة الملغومة الذي تسبب في احتراق بضع سيارات كانت تقف أمام الكنيسة.
وقال الشاهد إن شباناً مسلمين كانوا يقفون خلف قوات الشرطة أثناء الاشتباكات رشقوا المسيحيين بالحجارة.
وتشهد مصر توتراً طائفياً محسوساً منذ مقتل اثنين من المسيحيين وإصابة عدد آخر ورجال شرطة في اشتباك بمدينة الجيزة التي تجاور القاهرة من الغرب خلال احتجاج ألوف المسيحيين على قيام السلطات بوقف البناء في امتداد كنيسة قائلة إن الكنيسة خالفت الترخيص.
وألقت السلطات القبض على 156 مسيحياً وقتها أفرجت عن أغلبهم الى الآن وكانت النيابة العامة وجهت اليهم تهماً شملت الاعتداء على رجال الشرطة ومحاولة قتل بعضهم.
وشهدت مدينة الاسكندرية التي تقع على البحر المتوسط عدة حوادث طائفية خلال السنوات الماضية سقط خلالها بضع قتلى وجرحى.
إجراءات مشددة
ووقع الانفجار بعد أسابيع من انتخابات لمجلس الشعب لم يتمكن الإخوان المسلمون الذين يمثلون الإسلام المعتدل من الفوز فيها بمقعد.
لكن مراقبين نوّهوا عن تهديد جماعة تنسب نفسها لتنظيم القاعدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي باستهداف الكنائس المصرية بسبب ما قال انهن أسيرات مسلمات في أديرة، في إشارة الى مسيحيات تردد أن الكنيسة القبطية استردتهن بعد دخولهن في الإسلام.
وكانت مصر عززت إجراءات الأمن حول الكنائس ومنعت السيارات من التوقف أمامها مباشرة بعد تهديد تنظيم دولة العراق الاسلامية.
وقال شاهد لرويترز بالتليفون: "هذا مشهد من بغداد".
وأضاف البيان "أن الفحص المبدئي أسفر عن أن السيارة التي تسببت في الانفجار كانت متوقفة أمام الكنيسة باعتبار أنها خاصة بأحد المترددين عليها".